Sunday, October 16, 2011

Lily's Disneyland Surprise!

You have to see this. It's so funny and cute! lol

Wednesday, October 12, 2011

مقتطف لمحمد أسد





"إن هناك مناظر طبيعية أخرى كثيرة في العالم, و لكن احدها لا يمكن في اعتقادي ان يصوغ الروح الإنسانية بمثل هذه الطريقة السامية إلى ابعد الحدود. ان الصحراء بخشونتها و عريها تجرد رغبتنا في ان نفهم الحياة , من كل الخدع و المراوغات, من كل الأوهام و الأضاليل المتعددة المتشعبة التي بها يمكن لطبيعة اكثر سخاء وجودا ان تخلب عقل الإنسان و تجعله يسلط تخيلاته الخاصة على العالم من حوله. ان الصحراء عارية نظيفة لا تقبل إنصاف الحلول. إنها تجرف من قلب الإنسان كل النزوات و الأوهام المحببة التي يمكن ان تستعمل كقناع للتفكير الراغب, و هكذا تجعله حرا لكي يسلم نفسه إلى "كلي" مجرد لا صورة له: ابعد من كل ما هو بعيد, ومع ذلك فهو اقرب من كل ما هو قريب.
منذ ان بدأ الإنسان يفكر, كانت الصحراء و لا تزال مهد كل اعتقاداته بإله واحد. صحيح ان البشر حتى في بيئات اقل خشونة و أجواء اكثر اعتدالا كانت لهم لمحة عن وجود الله و وحدانيته, ولكن هذه المفاهيم الاولى لم تكن قط اكثر من حاصل شعور غامض مبهم, وتكهن لامعرفة أكيدة, الى أن انبثقت المعرفة بيقين يبهر الأبصار لأهالي الصحراء و من الصحراء, فمن عليقة شوك مشتعلة في صحراء مدين دوى صوت الله الى موسى, وفي قفر صحراء فلسطينية تلقى المسيح رسالة "مملكة الله" و في غار حراء , في التلال الصحراوية قرب مكة نودي لأول مرة على محمد العربي.
لقد جاءه النداء في ذلك الشعب الضيق الصدر الجاف بين التلال الصحراوية, ذلك الوادي الذي تحرقه الشمس: النداء إلى توكيد الحياة الروحية الجسدية معا. النداء الذي كان مقدرا له أن يهب كيانا و هدفا للأمة من القبائل لا شكل لها و لا كيان, و أن ينتشر, عن طريقها, خلال عقود معدودات, انتشار النور و الأمل, غربا حتى المحيط الأطلسي و شرقا إلى سور الصين العظيم, و أن يبقى قوة روحية حتى يومنا هذا."

من كتاب "الطريق الى مكة" لمحمد أسد / Leopold Weiss